السبت، 22 ديسمبر 2012

تـاريـخ السـيـنمـا في مصـر

 

تقدم في هذه عرضاً لتاريخ فنون السينما والتلفزيون منذ بداية ظهورها في الوطن العربي, وحتي آخر ما استجد عليها في السنوات الأخيرة , مع الحفاظ علي متابعة كل جديد لوضعه بين يدي رواد المدرسة , وكل مهتم بالسينما في بلادنا .

=====================================


:: تـاريـخ السـيـنمـا في مصـر ::

مـقـدمـة

لـم يتفق الكتاب والنقاد على تاريخ أول عرض سينمائي في مصر , فالبعض يرى أنه حدث في خلال شهر يناير 1896 , وبالتحديد يوم 5 يناير مستشهدا بجريدة الأهرام , اى بعد 8 أيام فقط من أول عرض فى جميع أنحاء العالم قدمه مخترعا جهاز العرض السينمائي الأخوان أوجست ولويس ليميير . والبعض يرى أن أول عرض تم يوم 28 يناير 1896 , مستشهدا بجريدة المؤيد . وفريق أخر استقر على أن هذا العرض تم في تواريخ أخرى خلال عام 1896 . ويصل فريق أخير إلى أنه حدث بعد عامين من عرض باريس الشهير .

ونجد كذلك ان من سبق لهم كتابة تاريخ السينما فى مصر لا يتفقون على من هو الشخص الذى يستحق أن نلقبه عن جدارة بأنه رائد السينما المصرية . هل هو عزيزه أمير , منتجة وممثلة الفيلم الروائي الطويل " ليلى " الذى عرض عام 1927 , ام هو محمد بيومى , أول مصرى وقف وراء آلة التصوير السينمائى مصورا , ومنتجا , ومؤلفا , ومخرجا منذ عام 1923 وبمعدات يملكها هو . أم من ؟


* هذه المادة من كتاب " تاريخ السينما فى مصر " للناقد والمؤرخ السينمائى أحمد الحضرى .


====================================


:: تاريخ السينما السورية ::

مقدمة

كان لمدينة حلب السبق الزمني في تقديم أول عرض لفن السينما فى سوريا ، وذلك عام 1908، فقد جاء إلى شمال سوريا جماعة أجانب عن طريق تركيا وعرضوا صورا متحركة عجيبة، وكانت معهم آلة متنقلة تتحرك فيها الصور أفقيا . على أن البداية الرسمية لتعرّف سوريا على السينما كانت بعد أربع سنوات من هذا التاريخ، أي في عام 1912.
ويقول توفيق الشماس إن والده حبيب الشماس جرّب وعرض صورا متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في دمشق، في ساحة المرجة، وعلي التحديد في موضع بناء فندق سمير، وهو يذكر أن آلة العرض كانت تدار باليد وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاستيلين .. ويقول رشيد جلال في مقدمة كتابه "قصة السينما في سوريا": "دخلت السينما البلاد في بادئ الأمر كاختراع جديد ضعيف الشأن. لأن الناس لم تسمع عنه قبلا لعدم توافر المواصلات والاتصالات السريعة ووسائل النشر من صحف ومجلات أجنبية وإذاعات لاسلكية...
إلا أن السينما عندنا، كانت كارثة للذين أرادوا استثمارها وجني الأموال الطائلة منها في مدة قصيرة، لأنها لم تكن لتشبه وسائل الاستثمار الأخرى، فهي تحتاج إلى دراسة وخبرة ودقة فائقة في العمل. وبسبب من عدم توفر هذه المزايا لدى المستثمرين، كانت الصالات المجهزة بهذه الآلة الخطرة تحترق الواحدة تلو الأخرى في حلب ودمشق والمدن السورية الأخرى، وتسبب إفلاس المستثمرين الجشعين الذين لم يراعوا الشروط المطلوبة والضرورية لاستثمار هذه البدعة، إذ كان جل ما يبتغون هو الربح العاجل من أقرب طريق فيلحق بهم الضرر ويلحق بالأبرياء أصحاب الحوانيت والمنازل القريبة من صالاتهم والتي كانت تحترق هي أيضا..
ومع هذا، لم تتوقف حركة الاستثمار إذ جاء بعدهم من تمكن من لجم الآلة السينمائية واستثمارها رغما عن أخطارها، وجني منها ثروات طائلة وأدخلت على الآلة اختراعات وقائية مختلفة ولم نعد نسمع عن حوادث الحريق بسبب السينما إلا نادرا.. وأما الذين عملوا في الإنتاج السينمائي، فهم ممن كانوا يحلمون بالثروة المفاجئة أو اللهو بمتعة مستحبة.. إلا أن بعضهم عمل بإخلاص ومعرفة للرفع من شأن بلاده من هذه الناحية، ولكن تدخل السلطات الاستعمارية، وعدم توفر المال الكافي، وتخلف دخول أصحاب رؤوس الأموال في مشاريع من هذا النوع، وكذلك تعدد الاختصاصات في تكنيك السينما، وقلة ذوي الخبرة الفنية بفروعها المختلفة ، ذلك كله جعل العمل السينمائي في غاية الصعوبة وأدى إلى انهيار مؤسسات الإنتاج ومشاريع العمل الواحد تلو الآخر.

*هذه المادة من كتاب تاريخ السينما السورية : 1928-1988 ـ تأليف: جان ألكسان .


=====================================

:: تاريخ السينما العراقية ::

مقدمـــة

في ليلة الاحد 26 تموز 1909 ,عرض اول فيلم سينمائي في العراق - (كان في ذلك الوقت ولاية من ولايات الدولة العثمانية) - بعد ان شاعت فى المقاهي والملاهي بسبب اعلان جمعية الاتحاد والترقي, دستورها في 1908 وسحب وتحديد صلاحيات السلطان العثماني حميد الثاني، وتم العرض في دار الشفاء في الجانب الغربي من بغداد (1). ونتيجة لتوافر الافلام المسجلة على شرائط السليلوز القادمة من اوربا فقد بدأ التوافد على مشاهدتها فأنشأت صالة للعرض عام 1911 في منتصف شارع الرشيد وسميت الصالة بسينما بلوكي وهو اسم التاجر الذي يستورد الادوات والافلام، وكان اول التفاتة للصحافة أعلانياً لهذا الفن الجديد ما نشرته جريدة ( صدى بابل) في 1911 للترويج عن الافلام التي تصور (صيد الفهد) و(البحر الهائج) و(تشييع جنازة ادوارد السابع ملك انكلترا).. الخ. وحث الاعلان على مشاهدة البرنامج الاسبوعي الذي يقام كل مساء جمعة حيث يتغير برنامج الافلام المعروضة، ثم شيدت صالة جديدة بأسم سينما( عيسائي) في نفس مكان ( اورزدي باك) وتوالت الصالات فبعد صالة عيسائي تم بناء سينما ( اولمبيا) و(سنترال) و(سينما الوطني) و(الحمراء).. وغيرها.

وأعتاد المشاهدون على الافلام السينمائية الصامتة التي تدخل الى العراق والتي تهدف الى التسلية والترفيه, الى ان تم عرض اول فيلم سينمائي ناطق في سينما الوطني وهو فيلم( ملك الموسيقى)، الذي أحدث ضجة هائلة في اوربا واميركا وفي بريطانيا حيث اعتبر رواد السينما الصامتة ادخال الصوت ضربة قاضية لسينما الصورة المعبرة بالحركة وحدها، وقد بدأ الوعي السينمائي ينمو ويتعاظم وبدأ الجمهور يألف وجوه الممثلين والممثلات التي تنشرها الصحف والمجلات في ذلك الوقت.

وفي الثلاثينات أستطاع الفيلم المصري أجتياح صالات العرض العراقية بسبب اللغة العربية المستخدمة والاغاني الشهيرة التي طار صيتها عبر الجرامافون، واصبح علي الكسار وفوزي الجزايري وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب نجوم السينما في العراق, وبسبب نجاح هذه الافلام القريبة الى فهم الجمهور العراقي , نشطت دور العرض وظهرت مكاتب لأستيراد الافلام وتوزيعها ونشأت منافسة بين دور العرض وبدأت هذه الدور في الاعلان عن افلامها من خلال الصحف، واصبحت البوسترات ظاهرة مألوفة لدور العرض، وكان واضحاً أن السينما قد وجدت ارضاً رحبة لمشاهدتها والاستمتاع بها وقد حاول العديد من الشباب انذاك صناعة فيلم عراقي إلا انهم فشلوا لعدم وجود قاعدة صناعة من اجهزة ومعدات وكفاءات فضلاً عن سوق لبيع هذه الافلام.

هوامش :

1ـ المفرجي، احمد، السينما في العراق، كراس صادر عن مركز الابحاث والدراسات/ المؤسسة العامة للسينما والمسرح 1980، ص3.


====================================


:: تاريخ السينما فى الكويت ::


هذه المادة للأستاذ عماد النويري رئيس نادى السينما الكويتى

في واقع الأمر أنه لا يوجد إنتاج سينمائي بالمعنى المتعارف عليه فى الكويت . هناك غياب لوجود قطاع عام مختص بالإنتاج السينمائي كما هو موجود في سورية مثلا , ًولاتوجد شركات إنتاج مختصة بإنتاج افلام كويتية ضمن خطة واضحة وتراكمية رغم وجود تراخيص كثيرة للإنتاج السينمائي ضمن تراخيص شركات الإنتاج الفني. كما لا يوجد أي نوع من الدعم الحكومي المنتظم لانتاج الأفلام سواء الروائية او القصيرة كما يحدث مثلاً في تونس والمغرب . واذا كان تاريخ السينما قد تجاوز المائة عام فإنه وخلال أكثر من قرن من الزمان لم ينتج فى الكويت حتى الان سوى سبعة افلام روائية طويلة ثلاثة منهم مصورة بتقنية الفيديو من مجموع أكثر من سبعة الاف فيلم روائى عربى ( لاتوجد احصائيات دقيقة بهذا الخصوص ) تم إنتاجها خلال تلك الفترة.


=====================================


:: تاريخ السينما التونسية ::



كانت توجد في تونس بدايات واضحة لثقافة سينمائية ، حتى قبل أن تمنحها فرنسا الاستقلال عام 1956 ، فعلى صعيد الإنتاج كانت هناك الأفلام الصامتة الرائدة لألبرت ساماما Albert Samama ، وفيلمان روائيان خياليان هما "Targul" لعبد العزيز حاسين (1935) ، و "مجنون القيروان" عام 1939 لـ M.J.Creusl . وبعد الحرب العالمية الثانية ,ومنذ عام 1953 وحتى 1954 أسس رجل فرنسي -هو جورج ديروكل- استديو أفريقيا الذي انتج أفلاماً تسجيلية ، عبارة عن جريدة سينمائية منتظمة "Les Actualités Tunisiennes" . وعندما انتقل استوديو أفريقيا إلى الجزائر عام 1954 تولت شركة ذات ملكية تونسية إصدار الجريدة السينمائية هي "الأرض الجهيد" .
وقد انعكس نمو الوعي السينمائي في تونس على حركة نادي السينما الرائدة التي كانت قد بدأت مبكرا عام 1946 ، وأدت إلى إنشاء الاتحاد التونسي لنوادي السينما FTCC عام 1950 ، وفي النهاية إلى افتتاح السينماتيك التونسي عام 1954 .
ولكن نقطة الضعف السينمائي المستمرة في بنية الموقف التونسي كانت هي الندرة في دور العرض السينمائي التونسي مقارنة بالمغرب والجزائر ، ففي وقت الاستقلال كان هناك فقط حوالي 75 دار عرض سينمائي اغلبها في المناطق الحضرية (مثلما هو الحال في المغرب) ، وهي سمة بقيت عمليا بدون تغيير في التسعينات ، خالقة سوقا غير كفء لمساندة وتحمل تكاليف إنتاج أفلام محلية .
وبعد الاستقلال كانت المؤسستان الرئيسيتان اللتان شكلتا الإنتاج السينمائي والثقافة السينمائية بصفة عامة في تونس هما SATPEC و SEACI .
كانت مؤسسة SATPEC -Société Anonyme Tunisienne de Production d’expansion Cinématographique هي أول شركة مملوكة للدولة تم تأسيسها عام 1957 لتدير الإنتاج والاستيراد والتوزيع والعرض للأفلام .
وفي بداية الستينات حاولت مؤسسة SATPEC أن تواجه شركات التوزيع متعددة الجنسيات التي سيطرت أفلامها على السوق المحلي في تونس ، لكن مقاطعة كبار الأجانب أدت في النهاية إلى استسلام الحكومة التونسية عام 1965 .
ودون أن يردعها أو يعيقها ذلك –قامت SATPEC عام 1966 بتأسيس شراكة Complex للإنتاج السينمائي في Gammarth . وقد كان هذا تطويراً طموحا لم يتمكن -للأسف- إلا من إنتاج أفلام ابيض و اسود حتى عام 1983 ، وأدت التكاليف والخسائر في النهاية إلى الإفلاس الفعلي للشركة الأم في الثمانينات والى إغلاقها عام 1994 .
وكانت مؤسسة SEACI -Secrétariat détat aux Affair Culturelles et a l’information هي الشركة الثانية التي أسستها الحكومة لتشرف على الثقافة والإعلام ، ورأس قسم السينما فيها طاهر شيريا Tahar Cheriaa من عام 1961 حتى عام 1969 .
و بدأت SEACI التوزيع الداخلي للأفلام ، حيث أقامت عددا من المراكز الثقافية مجهزة بآلات عرض 16 مللي ، وأدارت نظاما لسيارات التوزيع السينمائي ، كما قامت بإنتاج فيلمين أخرجهما أجانب , فيلم تسجيلي لماريو راسبولي Mario Raspoli وهو "النهضة"، وفيلم روائي لجون ميشود ميلاند وهو "Hamide" ، علاوة على ذلك فإن الفضل يعود إلى طاهر شيريا وإلى SEACI في تأسيس بينالي الأفلام العربية عام 1966 JCC-Journées de Cinématographique de Carthage .
وفي الستينات تم أيضا تدعيم حركة أفلام الهواة بتأسيس AJCT-Association des Jeune Cineastes Tunisiensعام 1961 ، وإنشاء الـ Revue Goha عام 1964 ,وفيما بعد Septième Art ، وتأسيس مهرجان أفلام الهواة الأول في كيليبيا Kelibia ، و Fifak أيضا عام 1964 ، و افتتاح سينما الفن الأولى في تونس عام 1965 .
وبوضع الإنتاج السينمائي في الاعتبار ، فإن العِقد التالي لإنهاء الحماية( 1956-1965) تميز بعدد من الأفلام التسجيلية الهامة قدمها صناع الفيلم التونسيون ، بعضهم يعمل في سياق حركة أفلام الهواة التونسية ، وبعض الأعمال الأخرى الأكثر طموحا قام بتصويرها مخرجون أجانب مثل:
الفيلم التسجيلي النهضة " Renaissance" عام 1963 لماريو راسبولي عن معركة التحرير القومي.
فيلمان روائيان خياليان لصناع أفلام فرنسيين هما: فيلم جوحا "Goha" عام 1956 لجاك باراتيير ,وتم توزيعه عالمياً وهو الذى قدم عمر الشريف للمتفرجين عبر العالم .
وفيلم حميد "Hamid" عام 1965 لجون ميشود ميلاند .
وكان فيلم "الفجر" عام 1965 هو أول فيلم روائي تونسي بعد الاستقلال ، من إخراج عمر خليفي ( من مواليد 1934) الذي استمر في الهيمنة على العِقد الأول من الإنتاج الروائي بثلاث أفلام إضافية ، هي "المتمرد عام 1968 ، و "Fellaga" عام 1970 ، و "الصراخ" عام 1972 الذي ربما يكون هو اجمل أفلامه وأكثرها ذاتية .
لقد كان خليفي –ذلك المخرج النشط البسيط ، الذي كان قد صنع عددا من الأفلام التسجيلية, بل وكان إفرازاً لحركة مزدهرة –هي حركة أفلام الهواة- حيث علم نفسه بنفسه ، وكان إبداع خليفي -الذي اصدر أربعة أفلام في ست سنوات فقط- فريداً في شمال أفريقيا وعلى المستوى الكلي لانتاج الأفلام الروائية التونسية بصفة عامة. وقد ُأعطيت فرص قليلة مماثلة لنتاج فردي يحظى بالمساندة ، بمعدل فيلمين سنويا منذ منتصف الستينات .
وجاء مخرجون آخرون من نفس الجيل لهم نفس خلفية حركة أفلام الهواة ، لكن قليلين منهم الذين كان باستطاعتهم إخراج اكثر من فيلم روائي واحد ، وفي الواقع لم يقدم أحد مساهمة مستمرة في فن السينما ، وكان النمط المعتاد هو فيلم روائي واحد ،ثم يلي ذلك صمت تام أو الانتقال لمهنة أخرى تماماً . مثل:
فيلم "تحت مطر الخريف" عام 1969 لأحمد خيشين ( من مواليد 1940 ).
فيلم "أم عباس" عام 1970 لعلي عبد الوهاب ( من مواليد 1938).
فيلم "Omi Traki" عام 1973 لعبد الرازق حمامي ( من مواليد 1935).
وكان هناك مخرج آخر كانت مسيرته اكثر تعقيدا و اكثر استمرارا في الستينات ,هو الناقد والمخرج التسجيلي فريد بوجدير (من مواليد 1944) الذي لم يتلق تعليما سينمائياً رسمياً ، شارك خلال هذه الفترة فقط في إخراج فيلم روائي هو "الموت الغامض" مع كلود دانا Claude Danna عام 1970 ، وساهم في جزء واحد من فيلم " بلد تيراناني" عام 1972 ، لكنه ظل مؤثرا كناقد للأفلام ، ثم عاد بعد ذلك فى مقدمة السينما التونسية . وقد ساهم في الأجزاء الأخرى من فيلم "بلد تيراناني" مخرجيّن آخريّن تلقيا تدريبا سينمائيا رسميا في الخمسينات في ال IDHEC (مدرسة باريس للأفلام) ، هما:
حمود بن حليمة (من مواليد 1935 ) الذي كان قد صنع قبل ذلك فيلمه الروائي "خليفة الأجراس" عام 1968.
هادي بن خليفة ( ولد 1933-وتوفى 1979 ) .
ولم يكن أي منهما قادرا على الحفاظ على مشواره السينمائي ، الا أن هناك ثلاثة خريجين من ال IDHEC درسوا في باريس في بداية الستينات وكانوا قادرين على ترك اكبر اثر عند عودتهم إلى تونس ، وهم :
صادوق بن عايشة (من مواليد 1936 ) الذي عمل بتوسع كمونتير وقدم فيلمه الروائي الأول "مختار" عام 1968.
عبد اللطيف بن عمار (من مواليد 1943) الذي قدم فيلمين أولين "حكاية بسيطة Such a Simple Story" عام 1969 ، و "سجنان Sejnan" عام 1973 .
براهيم بابال (من مواليد 1936) الذي شارك في الفيلم الروائي الخيالي الذي حظي بمشاهدة كبيرة "و غداً" عام 1971 ، والفيلم التسجيلي الطويل "انتصار شعب" عام 1975
وهناك وجهان جديدان آخران جديران بالذكر في ذلك العِقد الأول للإنتاج السينمائي التونسي هما:
راشد فيرشيو (من مواليد 1941) الذي درس السينما في برلين وقدم "يسرا" عام 1971 ، وقدم الفيلم الذي لم يتم إصداره "أولاد القلق" عام 1975 .
ناصر كتاري ( من مواليد 1943) الذي درس السينما في باريس و روما قبل أن يقدم واحدا من اكثر الأفلام الناجحة في المهجر بفرنسا "السفراء" عام 1975.
وشهدت السبعينات تأسيس جمعية سوق الأفلام التونسية ACT -ِAssociation des Cineastes Tunisiens التي قدمت عام 1971 "خطة الإصلاح التنموية للأفلام التونسية" تحت قيادة حميدي إسيد من عام 1971 حتى 1979 ، غير أن ال SATPEC اتبعت سياسة مناقضة بشرائها لشركات التوزيع الأجنبية ورعايتها للمؤتمرات الطموحة مثل مؤتمر الوكالة الدولية للجريدة السينمائية ، والاتحاد الدولي لفن السينما والتجريب عام 1976 ، و إدارة الجلسة السابعة لل JCC عام 1978 في مهرجان للعالم الثالث كله ، وهي سياسة عورضت من ال ACT و ال FTCC و ال FTCA ، وقادت سياسة حميدي إسيد إلى إفلاس ال SATPEC ، ولكن تعيين حسن عكروت كخليفة له عام 1979 افتتح حقبة جديدة من التفاؤل لصناع الفيلم التونسيين ، حيث منعت الحكومة احتكار ال SATPEC لاستيراد وتوزيع الأفلام و أقامت نظاما جديدا لقيام الدولة بمساعدة إنتاج الأفلام القصيرة والروائية .
ويُظهر العِقد الثاني (1976-1985) بعض الاستمرارية مع الأعوام السابقة ، فاصدر بن عايشة فيلمه الروائي الثاني "عارضة الأزياء" عام 1978 ، وقدم بن عمار افضل أفلامه "The Masterly Aziza" عام 1980 قبل أن يتحول إلى النشاط الإنتاجي ، و اصبح بوجدير قادرا أخيرا على استكمال مشروعه التسجيلي طويل الأجل عن صناعة السينما في جنوب الصحراء "كاميرا إفريقية" عام 1983 .
وظهر مخرج جديد قوي وموهوب هو رضا بيهي (من مواليد 1947) الذي درس علم الاجتماع في باريس ، وصنع فيلمان روائيان خلال هذه الأعوام هما: "شمس الضباع" عام 1977 ، وميلودراما بالأسلوب المصري هي "الملائكة" عام 1984 . وفيلم آخر مساو في التميز "العُرس" عام 1978 وهو عن إحدى الأعمال المسرحية – من المسرح التونسي الجديد (La Nouveau Theatre de Tunis) الذي قاده فاضل جابي (من مواليد 1945) وفاضل جزيري (من مواليد 1948) الذي لم يتلق هو أيضا تدريبا سينمائيا رسميا.
وهناك صانع أفلام آخر ذو مستوى شخصي فردي عالي ، لكن دون خلفية مدرسية سينمائية ، وهو النحات والكاتب والقاص ناصر خمير (من مواليد 1948) وفيلمه الأول هو "The Drifters" الذي ظهر عام 1984 .
غير أن الأفلام التي ظهرت في ذلك العِقد الثاني (1976-1985) كانت كلها الأفلام الأولى لمخرجين جدد الذين إما فشلوا في الحصول على معونة مالية ، أو كان عليهم الانتظار أعوام للحصول على فرصة أخرى ، على الرغم أن اغلبهم كان قد درس في إحدى مدارس السينما الأوربية.
لقد كانت هناك خلفيات وتوجهات متباينة ، فالبعض لم يبد اكثر من توجه تجاري متوقع:
علي منصور (من مواليد 1944) الذي درس في فرنسا وحصل على مقررات دراسية في الـ CICF في باريس قدم فيلماً كوميدياً بميزانية ضعيفة هو "فردة ولقت أختها" عام 1990
عبد الحميد بوسيد (من مواليد 1947) الذي قضى 7 أعوام في مدرسة الأفلام FAMU في براغ قدم دراما طويلة "أغنية المملوك" عام 1981 .
لطفي السيد (من مواليد 1952) استكمل فيلمه "السبت فات " عام 1983 .
محمد همامي (من مواليد 1941) خريج مدرسة السينما VGIK في موسكو قدم فيلم "قريتي" عام 1979 .
وقدم محمد دماك (من مواليد 1952) فيلما كوميديا آخر –عن الكرة هذه المرة- وهو فيلم "الكاس" عام 1985 .
وشهد العِقد الثاني أيضا (1976-1985) إنتاج أول فيلمين روائيين لمخرجتين ، الا أن السلطات أعاقت إصدار أفلام كل منهما:
سلمى بكار (من مواليد 1945) التي أكملت دراستها في الـ IFC -The Institute de Formation Cinématographique في باريس عام 1970 ، وجدت أن فيلمها التسجيلي الطويل "فاطمة 75" عام 1978 يواجه رقابة السلطات .
بينما كان على نجلا بن مبروك (من مواليد 1940) -خريجة ال INSAS في بلجيكا- كان عليها الانتظار 6 سنوات لإصدار فيلمها الروائي الخيالي "The Trace" الذي أكملته عام 1982 ولكنه تأجل بسبب نزاع مع SATPEC .
وظهر خلال الثمانينات مخرجان جديدان موهوبان جدا –لهما نفس خلفية التعليم السينمائي لكل من سلمى بكار و نجلا بن مبروك- ووجدا مشاهدة دولية مشجعة لأفلامهما ، وقد حظي كل من فيلم "عبور" عام 1981 من إخراج محمود بن محمود (من مواليد1947) خريج الـ INSAS ، وفيلم "ظل الأرض" 1982 للمخرج طيب لويشي(من مواليد1948) خريج معهد السينما في باريس ، وقد حظي هذان الفيلمان بنجاح كبير في دورة مهرجان الأفلام ، واستمر كلا المخرجين وقدم كل منهما فيلما روائيا ثانيا .
وقد وجد منذ منتصف الثمانينات تأكيد واضح و جديد على الإنتاج الدولي المشترك ودور المنتجين المستقلين في السينما التونسية جزئيا ، ويرجع ذلك لقانون عام 1981 الذي قدم نظاما للمساعدة لمنتجي الأفلام يعتمد على نسبة 6% ضريبة.
وكان التطور الأساسي هو تقديم تسهيلات للألوان في مجمع جامارث (Gammarth Complex) عام 1983 ، وفي النهاية خصخصة كل مؤسسات الإنتاج و افتتاح استوديوهات أفلام قرطاج الجديدة بواسطة طارق بن عمار في سوسة Sousse عام 1985 ، وكان ظهور احمد عطية كمنتج رئيسي للأفلام في تونس –بشركته "Cinetele Films" في نهاية الثمانينات- و إغلاق ال SATPEC عام 1994 عندما ابتلعتها ال "Canal Horizon".
وإذا كان العقد الثاني للسينما التونسية هو عقد التجديد ، فإن العقد الثالث (1986-1995) كان بصورة عامة عقدا للاندماج ، مع تكتل bulk الأفلام المصنوعة بواسطة هؤلاء الذين لهم خبرة سابقة في الإنتاج الروائي.
إلا أن النتائج كانت متباينة ، فمن بين مخرجي الستينات الرواد عاد عمر خليفي لقصص العنف والحركة التي صنع بها شهرته ، لكن فيلم "التحدي" عام 1986 اظهر المدى الذي تطورت به السينما التونسية خلال الأربعة عشر عاما التي غابها .
وظهرت أعمال مثل "خريف 86" عام 1990 ، و "Check and Mat" عام 1995 لرشيد فيرشيو ، وفيلم "ليلة السنوات العشر" عام 1991 لبراهيم بابي ، على الرغم من انهم لم يضيفوا إضافة ملموسة لسمعتهم .
أما بالنسبة لفريد بوجدير فقد كانت هذه السنوات هي السنوات التي ظهرت فيها أخيرا مقدرته الكاملة كصانع للفيلم ، في الفيلم التسجيلي "الكاميرا العربية" عام 1987 .
وفوق كل شيء هزليته الطفولية الرائعة "عصفور السطح" عام 1990 ، و "صيف في حلق الوادي" عام 1995 .
بالنسبة لهؤلاء الذين ظهروا في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات فقد كانت إنتاجهم متنوع أيضا ، فقد استمر سعي رضا بيهي للنجاح العالمي الذي قاده إلى استخدام ممثلين فرنسيين و إنجليز في أدوار عربية في فيلم "وشم على الداخا" عام1986 ، و أن يختار بطلاً فرنسياً في فيلم "الخُطاف لا يموت في القدس" عام 1994 .
لكن بالنسبة للعديد من الأسماء الأساسية في العقد الثاني ، فإن الثمانينات وأوائل التسعينات كانت وقتا لتعزيز سمعتهم ، فقد استكمل كل من فاضل جيبي وفاضل جزيري اقتباس المسرحية الثانية "عرب" عام 1988 .
و اتبع طيب لويشي دراسته (50 دقيقة 16 مللي) "Goree, Grand Father’s Island" الذي صوره في السنغال عام 1987 بفيلم "مجنون ليلى" عام 1989 .
وقام ناصر خمير باستكشاف جديد لثراء تقاليد الرواية الشفهية في "طوق الحمامة المفقود" عام 1990 .
و اتحد كل من محمود بن محمود و فاضل جيبي ليقدما "شيخ خان" عام 1992 .
لكن الاسم المهيمن في هذا العقد كان بدون شك هو ذلك القادم الجديد الذي قدم أول أفلامه الروائية عام 1986 وثلاث أفلام خلال 6 سنوات هي :
فيلم "ريح السد Man of Ashes" عام 1986
"صفائح من ذهب" عام 1989
"Bezness" عام 1992
هذا هو المخرج نوري بوزيد (من مواليد 1945) خريج ال IDHEC الذي قدم موضوعات وطرق مجالات جديدة تماما على السينما العربية مثل: "اغتصاب الأطفال" ، "الجنس المثلى" ، "عهر الرجال".
وفي أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات ظهر –بالإضافة إلى بوزيد- عدد آخر من صانعي الأفلام ، حيث روجعت اغلب أعمالهم مسبقا بواسطة الـ JCC ، منهم:
المخرج حبيب مسلماني بفيلم "صبرا والوحش" عام 1986 .
نجيب زواوي بفيلم "42 درجة في الظل 42degrees in the shade" عام 1986 .
علي لبيدي (من مواليد 1950) -الذي تدرب في رومانيا- بفيلم "برق الليل" عام 1990 مقتبسا من رواية لبشير خريف .
فيلوزي بلهيبا (من مواليد 1950) بفيلم "Wondering Heart" عام 1990 .
المخرج محمد علي العُقبي (من مواليد 1948) الذي تدرب في INSAS بفيلم "The Teddy Boys" عام 1992 .
المخرج احمد جيماني بفيلم "ريح المصائر" عام 1992 .
المخرج منصف دويبي (من مواليد 1952) –الذي كان معروفا من قبل بأفلامه القصيرة- بفيلم "سلطان المدينة" عام 1993 .
و أظهرت النساء في التسعينات تأثيرا متزايدا ، ففي عام 1995 عادت سلمى بكار بعد 17 سنة بفيلم روائي جديد هو " The Fire Dance" .
و أعقب عودتها ظهور مفيدة تلاتي بفيلم "صمت القصور" عام 1994 ، وكلثوم بورناز (من مواليد 1945) –ضمن تصنيف مخرجي الأفلام القصيرة- بفيلم "Tunis ..with Seagull’s look" عام 1991 ، ونادية الفاني في باريس بفيلم "Fifty fifty my love" عام 1992 .



===================================


:: تاريخ السينما الجزائرية ::


كان هناك تاريخ للسينما الجزائرية أثناء فترة الاستعمار الفرنسي , ولكن لم يكن هناك سينما جزائرية بالمعني المفهوم , حيث كان إسهام الجزائريين أنفسهم في السينما قليلاً جداً . فعلي سبيل المثال , عندما نالت الجزائر استقلالها , كان هناك ما يقرب من 300 دار عرض سينمائية في البلاد , جميعها يعمل بنظام 35 ملليمتر . وكان أغلب هذه الدور في الجزائر العاصمة , ووهران اللتان يتمركز فيهما الأوروبيون , وكان اهتمامها الأساسي ينصب علي تلبية رغبات واحتياجات هذه الجاليات التي كان معظمها من الفرنسيين . فمن بين 1400 فيلم روائي طويل قامت بتوزيعها شركات جزائرية , كان هناك فقط 70 فيلماً مصرياً , وتعرضت هذه الأفلام أيضاً لضرائب أعلي من تلك المفروضة علي الأفلام الأوروبية أو الأمريكية .

وقبيل نهاية القرن التاسع عشر , كان الفرنسي (الجزائري المولد) فيليكس ميسجيش قد قام بتصوير عدد من المشاهد في شوارع الجزائر العاصمة , ومدينة تلمسان لصالح الفرنسي الشهير لوميير لعرضها علي الجالية الأوروبية في الجزائر العاصمة , وفي وهران في خريف 1986 . وخلال الفترة التي تفصل الحرب العالمية الأولي عن حرب التحرير الجزائرية , تم تصوير ما يزيد علي 50 فيلماً جزائرياً عن طريق شركات أجنبية , معظمها فرنسي . ولم يشترك في هذه الأفلام سوي عدد قليل جداً من الممثلين الجزائريين , وفي أدوار ثانوية . وأثناء الحرب العالمية الثانية بدأت السلطات الفرنسية في إنشاء جهاز لتوزيع الأفلام السينمائية في الجزائر وخاصة المناطق الريفية التي يسكنها الجزائريون لأغراض دعائية , كما أنشأت جهازاً موازياً للإنتاج السينمائي لنفس الغرض .
لعبت السينما دوراً هاماً في النضال الذي خاضه الشعب من أجل تحرير الجزائر . وقد أسس جيش التحرير الجزائري وحدة للفيلم التسجيلي أشرف عليها المخرج التسجيلي الفرنسي , وأحد أنصار الجبهة القومية لتحرير الجزائر في نفس الوقت , رينيه فوتيير , والذي أخرج في تلك الفترة فيلمه الشهير "الجزائر تحترق" عام 1959 . كما أسست الحكومة الجزائرية في المنفي هيئة للإنتاج السينمائي في تونس أنتجت العديد من الأفلام القصيرة أخرج معظمها جمال غاندرلي , الذي اعتزل صناعة السينما بعد حصول الجزائر علي استقلالها , والأخضر حامينا الذي أكمل مشواره السينمائي ليصبح واحداً من أبرز المخرجين في سينما المغرب العربي عموماً .
بعد الاستقلال استمرت الحكومة الجزائرية في لعب الدور الرئيسي في صناعة السينما الوطنية , وأعلنت احتكار الإنتاج السينمائي , والتوزيع والعرض من خلال سلسلة من المؤسسات البيروقراطية التي كان أداؤها مرتبك غالباً . وليس من الغريب علي سينما ولدت من رحم الحرب مثل السينما الجزائرية أن يكون الموضوع الرئيسي لأفلامها الأولي هو حرب التحرير , وأن يجذب هذا الموضوع أغلب الرعيل الأول من المخرجين الذين كانوا أيضاً من ناشطي الثورة الجزائرية في الوقت نفسه .
وكانت أول جهة إنتاج بعد الاستقلال هو المركز السمعي البصري الذي أسسته وزارة الشباب والرياضة الجزائرية عام 1962 , واستمر هذا المركز لمدة عامين كان فيهما قاعدة إنتاجية لإنتاج مجموعة أفلام أشرف عليها رينيه فوتييه , وأخرجها مخرجون شبان حاز بعضهم شهرة عالمية فيما بعد مثل أحمد رشيدي . وقد أنتج المركز مجموعة من الأفلام التسجيلية القصيرة وفيلماً روائياً طويلاً واحداً هو "مسيرة شعب" . كما شارك المركز في محاولة غير ناجحة لتكوين سلسلة من أندية السينما في جميع المدن الجزائرية .
ثم أنشأت وزارة الإعلام الجزائرية في بداية عام 1963 "المكتب الجزائري للأخبار" لينتج تقريراً إخبارياً أسبوعياً . وتحول المكتب بعد ذلك إلي مركز للمجموعة التي كانت تعمل في تونس بقيادة محمد الأخضر حامينا الذي ظل مديراً لهذا لمركز حتى تم حله عام 1974 . وتحت قيادة حامينا تحول اهتمام المكتب الرئيسي من الأخبار إلي الأفلام التسجيلية القصيرة . وبعد إنتاج فيلمين روائيين قصيرين - أنتج حامينا أحدهما بنفسه وأنتج الثاني محمد بوماري الذي أصبح فيما بعد أحد صناع الأفلام الروائية الطويلة البارزين في الجزائر - تحول حامينا إلي إنتاج الأفلام الروائية الطويلة , فأنتج "الغولة" عام 1972 من إخراج مصطفي الكاتب . الذي بدأ ممثلاً في هيئة المسرح التابعة لجبهة التحرير الجزائرية , ثم أصبح مخرجاً في المسرح القومي الجزائري في 1963 . كما كان مكتب الأخبار الجزائري هو القاعدة الإنتاجية للأفلام الروائية الثلاثة الأولي التي أخرجها حامينا نفسه وعرض من خلالها رؤىً متنوعة تماماً في حرب التحرير الجزائرية . فبينما كان فيلم "حسن طرو" يتناول قصة ضاحكة عن شخص يصبح بطلاً بالصدفة , نري فيلم "ديسمبر" يتأمل عمليات التعذيب التي تعرض لها الجزائريون علي يد المستعمر الفرنسي , ليس من وجهة نظر جزائرية , وإنما من وجهة نظر ضابط فرنسي يواجه أزمة ضمير .
أما الجهة الإنتاجية الثالثة والتي ظهرت في الجزائر في منتصف الستينات , فهي المركز القومي للسينما الذي أنشأته وزارة الإعلام والثقافة عام 1964 , والذي اضطلع بعدة مسئوليات منها الإشراف علي التوزيع ودور العرض , والإشراف علي مشروع العروض السينمائية المتنقلة , وإنشاء أرشيف للسينما الجزائرية , وسينماتيك جزائرية , وإنشاء مشروع برنامج التدريبي للمخرجين الجدد , ومنهم مرزاق علواش , وسيد علي مازيف , وفاروق بلوفا , ومحمد الأمين مرباح . وبالإضافة لكل هذا كان المركز معنياً بإنتاج الأفلام القصيرة , والتسجيلية , والروائية الطويلة .
وتم إنتاج ثلاثة أفلام روائية طويلة في تلك الفترة منها "سلام صغير" الذي يتناول تأثير الحرب علي الأطفال , من إخراج الفرنسي جاك شاربي . و"فجر الملعونين" لأحمد رشيد الذي يضع الحرب الجزائرية في سياق صراعات العالم الثالث . و"الليل يخاف الشمس" لمصطفي بادي , وهو دراسة ملحمية في ثلاث ساعات لجذور , واندلاع ونتائج الحرب الجزائرية . كما أنتج المركز فيلماً واحداً بالاشتراك مع فرنسا , وهو "الشمس السوداء" عام 1967 .
وإلي جانب هذه المؤسسات الحكومية كانت هناك شركة خاصة واحدة , وهي "أفلام كاسباه" 1965- 1967 التي أسسها ياسف ساعدي أحد أعضاء الجبهة الشعبية , والذي كانت قصة حياته هو نفسه موضوعاً لأشهر الأفلام التي أنتجتها الشركة "معركة الجزائر" عام 1965 وهو من أفلام الإنتاج المشترك التي توالت بعد ذلك من خلال شركة كاسباه , وخرج معظمها إلي السوق العالمية. من هذه الأفلام "الأيدي الحرة" من إخراج انيو لورينزو في 1965 , "المتمرد" من إخراج لوتشينو فسكونتي عن رواية ألبير كامو في 1967 . ولم يلعب الجزائريون سوي أدوار صغيرة في صناعة جميع هذه الأفلام , باستثناء موسي حداد الذي أخرج فيلم "المدافع ضد قيصر" بالاشتراك مع المخرج انزو بيرو .
وظهرت ثالث الهيئات الإنتاجية التي واكبت منتصف الستينات مع تأميم التلفزيون الجزائري عام 1962 , عندما أعلن عن إنشاء "راديو وتلفزيون الجزائر" الذي أنتج "الليل يخاف الشمس" . ورغم أنه لم يستند أبداً علي تمويل قوي , فقد كان راديو وتلفزيون الجزائر يمتلك دوماً خططاً طموحة لإنتاج أفلام للعرض التلفزيوني من خلال مخرجيه الذين كانوا يعملون في الأغلب بالأبيض والأسود , وبخام نيجاتيف فيلم 16 مم . وبجانب مشروع مصطفي بادي المبكر , فقد أنتج التلفزيون الجزائري الأفلام الأولي لعدد من المخرجين , أكسبت السينما الجزائرية شهرة عالمية , مثل عبد العزيز طلبي , ومحمد الأمين مرباح , ومحمد افتسيني .
وفي عامي 1967 - 1968 أعيد هيكلة مؤسسات السينما الجزائرية بشكل جذري , حيث تم حل المركز القومي للسينما , ومكتب الأخبار , وإنشاء مؤسسات جديدة هي مركز التوزيع السينمائي , ومركز السينما الجزائرية للاضطلاع بالأدوار الإدارية مثل الإشراف علي دور العرض , وأمور الصناعة بوجه عام . تلي ذلك احتكار صناعة السينما بواسطة الهيئة القومية لصناعة وتجارة السينما , وأدي هذا إلي اقتصار الإنتاج السينمائي علي هذه الهيئة باستثناء الإنتاج التلفزيوني الذي كان في أغلبه كما ذكرنا أفلام بالأبيض والأسود علي شرائط فيلم 16 مم , وبعض المحاولات الفردية المستقلة .
وبينما حازت الهيئة سمعة عالمية طيبة , تعرضت لنقد كثير داخل الجزائر بسبب سياساتها في الإنتاج المشترك باهظ التكاليف مع فرنسا وإيطاليا . ومن أفلام هذه المرحلة "كوستا جافراس زد" في 1968 , و"متاريس الطين" في 1971 .
ورغم تغير الأنماط الإنتاجية والجهات المسئولة عن الإنتاج في الجزائر , إلا أن التركيز ظل علي الحرب كموضوع رئيسي للأفلام الجزائرية , مع تعدد الرؤى ووجهات النظر في أسلوب تناول هذه الحرب . فبينما قدم المخرج فارس توفيق (هو نفسه مؤلف رياح الأوراس من إخراج الأخضر حامينا) فيلمه الروائي الوحيد "المطاريد" في ثوب هوليودي , قدم أحمد رشيدي فيلمه الروائي الأول "الأفيون والعصا" بأسلوب أكثر جرأة واقتحاماً للمشكلة , وتفوق الأخضر حامينا علي الجميع عام 1970 بفيلمه "حكايات سنين الجمر" الذي كان أول فيلم إفريقي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي .
كما تم إنتاج فيلمين في شكل حكايات منفصلة , وهما "الجحيم عمره 10 سنوات" 1968 الذي يتكون من ستة قصص لأطفال عانوا من ويلات الحرب , و"قصص من الثورة" 1970 الذي يستعرض عدة قصص من المقاومة الشعبية . ويروي "حرب التحرير" قصة الحرب من خلال استعادة مشاهد تسجيلية من أرشيف المقاومة , بينما تناول "موت الليل الطويل" من إخراج رياض وغوتي بن ديدوتشي , الصراع الأكبر ضد الاستعمارية الجديدة .
ويمكن ملاحظة ثلاثة أشياء رئيسية عن الجيل الأول من المخرجين الجزائريين في سياق الحركة السينمائية في المغرب العربي . أولاً ارتباطهم الشخصي بحركة التحرير فقد كان رينيه فوتير, وجاك شاربي من أعضاء الجبهة الشعبية , كما عمل أحمد رشيد مع فوتير في وحدة الأفلام التابعة للجيش الجزائري . وعمل كذلك الأخضر حامينا وأحمد العليم في وحدة الأفلام التابعة لحكومة المنفي في تونس . واعتقل محمد سليم رياض في باريس لآرائه السياسية , وجرح عبد العزيز طلبي أثناء القتال في صفوف جيش التحرير . الأمر الثاني هو متوسط أعمار هذا الجيل الذي لا يفوق كثيراً أعمار الجيل الذي تسيد سينما المغرب العربي بعد ذلك . الملاحظة الثالثة هي افتقار أغلب أبناء هذا الجيل للتعليم الأكاديمي , لكن كثير منهم عملوا كمساعدي إخراج في التلفزيون , فقد ترك الأخضر حامينا دراسته في مدرسة براغ للسينما لكي يلتحق متدرباً باستوديوهات باراندوف , وتدرب كل من رياض وحداد وبادي في التلفزيون الفرنسي . ورغم ذلك فمن الواضح أن التأثر بالفرنسيين كان طفيفاً حتى بين الذين تعلموا في معاهد السينما الفرنسية من أبناء هذا الجيل , ويعد أحمد العليم هو الوحيد الذي درس السينما في باريس , ولمدة 8 أشهر فقط . أما محمد الأمين مرباح وسيد علي مازيف , فكانت دراستهما في مدرسة السينما بالجزائر ذاتها , بينما درس عمار العسكري في بلجراد بيوغوسلافيا , ومحمد افتسيني في لودز ببولندا .
وإذا علمنا أن المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما كان هيئة حكومية تابعة للدولة , فلن يكون هناك ما يدعو للدهشة من الاستجابة السريعة التي لقيتها ثورة الفلاحين في بداية السبعينات من السينما الجزائرية . ولا تختلف خلفيات الجيل التالي من المخرجين كثيراً عن الجيل الأسبق , فلم يتلق محمد بوماري مثلاً أي تعليم متخصص , كما أن عبد العزيز طلبي درس في جامعة كولونيا ثم عمل مساعداً للإخراج في التلفزيون الألماني .
لقد بدأ فيلما "الفحام" و "نوح" من إخراج بوماري وطولبي علي الترتيب , وكلاهما من إنتاج 1972 , بدأ الفيلمان موجة من الأفلام عن الفلاحين في ريف الجزائر , وشملت ثالث أفلام بوماري نفسه "الإرث" 1974 , و"رياح الجنوب" لسليم رياض 1975 , و"البدو" لسيد علي مازيف , و"النهابين" للأمين مرباح .
تأكد تركيز صناع السينما الجزائرية علي موضوعات بعينها في السبعينات , عندما أراد أحمد رشيدي أن يتناول موضوع الهجرة , وأخرج فيلمه المستقل منخفض التكاليف (16مم) "الأيدي العاملة" لصالح اتحاد العمال الجزائريين في فرنسا , قبل أن يتناول نفس الموضوع مرة أخري من خلال فيلم 35مم من إنتاج المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما , وهو "علي في بلاد السراب" عام 1979 , كما تم إنتاج فيلم آخر بنفس التوجه هو "العائلات المحترمة" عام 1973 لكن لم يتم توزيعه .
لكن هذا لا ينفي أن السبعينات في الجزائر شهدت أفلاماً متميزة علي درجة عالية من الجودة , بعيداً عن الأسلوب السائد , وبعيداً أيضاً عن تأثيرات السينما الفرنسية والأجنبية بوجه عام . كان محمد زينات من الممثلين البارزين في الوسط الفني الجزائري , درس في ألمانيا , وهو مؤسس ما أصبح فيما بعد المسرح القومي الجزائري . كذلك درس مرزاق علواش وفاروق بلوفا في معهد ايديكIDHEC في باريس . وقدم زينات صورة الجزائر من وجهة نظره في فيلم "تحيا يا ديداو" 1971 , بينما قدم علوشي الشباب الجزائري في "عمر جاتلاتو" ,1977 , وأخرج بلوفا "نهلة" عام 1979. ولسوء الحظ لم يستطع أي من زينات أو بلوفا إخراج أية أفلام روائية أخري لغياب التمويل , أما علواش فقد تابع تقديم أعماله المتميزة خلال الثمانينات والتسعينات .
شهدت السبعينات من القرن الماضي تحولاً في سياسة الإنتاج المشترك التي اتبعها المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما , وبدأ المؤشر الإنتاجي يبتعد عن التجارب الخاسرة من الناحية التجارية مع الشركات الفرنسية والإيطالية , ويتجه إلي الهوية العربية الشابة . ومن بين الأفلام التي أنتجت في تلك الفترة "عزيزة" الذي أخرجه التونسي عبد اللطيف بن عمار , وثلاثة أفلام من إخراج المخرج المصري الكبير يوسف شاهين . هي العصفور 1973 , عودة الابن الضال 1975 , إسكندرية ليه 1978 .وقبل حل المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما بعامين قام بإنتاج فيلم بالاشتراك مع الجامعة العربية عن قضايا المرأة أخرجه سيد علي مازيف بعنوان "الوجود" 1982.
كانت السبعينات أيضاً حقبة تعاون مثمر بين المكتب الجزائري لصناعة السينما , وراديو وتلفزيون الجزائر فقد تم توزيع عدد من أفلام راديو وتلفزيون الجزائر في دور العرض عن طريق المكتب. ومن هذه الأفلام "نوح" لعبد العزيز طلبي , "النهابين" للأمين مرباح , وفيلمين آخرين للروائية آسيا جبار مقاس 16 مم هما "نوبة نساء جبل شنوا" 1978 , و" أغاني النسيان"1982 , وعرض كلاهما في عدة مهرجانات . كما شارك راديو وتلفزيون الجزائر في إنتاج عدة أفلام منها "مغامرات بطل" لعلواش , و"ليلي وأخواتها" لمازيف , بالإضافة إلي هذا فقد بدأ عدد من المخرجين بأفلام من إنتاج راديو وتلفزيون الجزائر , ثم انتقلوا إلي السينما . ومنهم موسي حداد الذي قدم "إجازة المفتش طاهر" , بالإضافة إلي العليم ومرباح كما ذكرنا من قبل . لقد أسهمت الأفلام التي قدمها مخرجو التلفزيون في تكوين صورة السينما الجزائرية في عيون العالم , لكنها لم تخلق وحدة بين المؤسسات الإنتاجية في الداخل .
أما الثمانينات فقد شهدت تواصلاً وتحديثاً جزئياً علي الأقل في السينما الجزائرية . فقد تم في 1984 حل المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما الذي أنشيء عام 1967 وكان مسئولاً عن كل الأفلام الروائية الطويلة في الجزائر , وتم توزيع مهام المكتب علي هيئتين منفصلتين , هما المؤسسة القومية للإنتاج السينمائي , والمؤسسة القومية للتوزيع ودور العرض . وتم التخلي عن سياسة الاحتكار , وأصبح من الممكن أن يقوم السينمائيون بإنشاء شركات الإنتاج الخاصة بهم . وفي نوفمبر 1987 تم إنشاء كيان سينمائي آخر هو المركز الجزائري لفنون وصناعة السينما , ليحل محل المؤسستين السابقتين ويقوم بالدور الذي كان يقوم به المكتب الجزائري لصناعة وتجارة السينما . كما اتخذت خطوة موازية فيما يتعلق بالإنتاج التلفزيوني حيث تم جمع كل الهيئات التابعة للتلفزيون في المؤسسة القومية للإنتاج السمعي والبصري التي رأسها الأمين مرباح , وشاركت في إنتاج عدد من الأفلام مع المركز الجزائري لفنون وصناعة السينما .
ورغم عدم استقرار نظم الإنتاج , فقد استمر مخرجو السينما الجزائرية المخضرمين في تقديم أعمالهم , فقدم مرزاق علواش "رجل ونوافذ" 1982 قبل أن يغادر الجزائر إلي باريس ليقدم "حب في باريس" 1986 , وقدم الأخضر حامينا "ريح الرمل" 1983 , و"الصورة الأخيرة" 1985 . وكان "طاحونة السيد فابر" لرشيدي 1982 نموذجاً معبراً عن قدرات مخرجه التعبيرية البصرية , لكن "الخطوة الأولي" و"الرفض" لبوماري كانت محاولات أكثر خصوصية لم تجد صدي مناسباً في الجزائر . ومن المخرجين الكبار الذين استمروا في العمل خلال الثمانينات مازيف بفيلم "الحرية" 1986 , والعسكري بفيلم "بوابات الصمت" 1987 .
ومن المخرجين الآخرين الذين تعاونوا مع راديو وتلفزيون الجزائر ثم تحولوا إلي السينما في الثمانينات , عبد الرحمن بوجرمو الذي قدم "صراخ الحجر" 1985 , ومحمد شيوخ الذي ساهم في الثمانينات بفيلمي "الانقطاع" 1982 , و"القلعة" 1988 . أما المخرجين الأصغر في السينما الجزائرية فقد انشغلوا في كثير من الأحيان بمشروعات أصغر من الناحية الاقتصادية كما حدث مع مصطفي منجوشي ورباح بوشمها , اللذان ساهما بمقاطع من فيلم عن دور الأطفال الجزائريين في معارك الاستقلال . وعاد علي غالم من المنفي ليقدم رؤية سينمائية للرواية التي كتبها بنفسه تحت اسم "زوجة لابني" , وأخرج طيب مفتي "زواج موسي" 1982 , وكلا المخرجين تعلما بنفسيهما دون تعليم أكاديمي . لكن الأجيال التالية من المخرجين جميعاً من أصحاب الدراسات الأكاديمية .
قدم رباح لارادج , الذي درس في معهد السينما الجزائري "سقف وعائلة" 1983 , وأخرج محمد مزيان الذي أتم دراسته في لودز ببولندا "أغنية الخريف" 1983 . ومن ناحية أخري استطاع محمد زموري الذي درس في معهد IDHEC أن يغير السينما الجزائرية للثورة ولللجزائر الحديثة في فيلمه الذي أخرجه في باريس "سنوات التويست المجنونة" .
أما التسعينات , فقد حملت تغييراً جديداً وأكثر جذرية في هيكلة السينما الجزائرية . ففي أكتوبر 1993 منح المخرجون أعضاء المركز الجزائري لفنون وصناعة السينما ما يوازي مرتبات 36 شهراً في دعوة لهم من الدولة لتشكيل كيانات إنتاجية خاصة بهم . وباشر المركز مهامه متيحاً الفرصة أمام المشروعات الواعدة للخروج إلي حيز التنفيذ بناءاً علي قراءة لجنة يرأسها الكاتب رشيد ميموني .
لقد تزامن هذا التغيير مع تغييرات سياسية هددت جدياً الإنتاج السينمائي الجزائري .ومع ذلك فقد شهدت التسعينات ميلاد جيل جديد . تصدره ابن الأخضر حامينا , ملك حامينا بفيلمه "الخريف-أكتوبر في الجزائر" . وكذلك شهدت التسعينات ميلاد مخرجين جدد مثل ربيع بن مختار , ورشيد بن علال الذي بدأ مونتيراً ثم تحول إلي الإخراج , ورشيد بن إبراهيم الذي أخرج "الفصل الثالث" عام 1992 , بالإضافة إلي الكاتبة والروائية حفصة زين القوديل التي قدمت فيلم "المرأة الشيطان" 1993 والذي أثار ضجة كبيرة في الوسط الثقافي الجزائري .
وقد استمر عدد من مخرجو السبعينات والثمانينات كذلك في تقديم أعمالهم في أوائل التسعينات منهم إبراهيم تاسكي الذي أخرج "أطفال النيون" في فرنسا , ومحمد زموري الذي أخرج "شرف القبيلة" 1993 , "أضواء" 1992 , وشويخ الذي أخرج "يوسف أسطورة النائم السابع" , وبلجرمو , وقدم "الجانب المنسي" 1992 . وأخيراً علواش , وقد أخرج "مدينة باب العود" 1994 .




===================================


:: تاريخ السينما المغربية ::


البدايات
كما هو الحال في الجزائر، فإن هناك تاريخا للإنتاج السينمائي بالمغرب تحت الاحتلال، هذا الإنتاج لم يشارك فيه المغاربة أنفسهم، فقد قام الأخوان لوميير بتصوير عدد من الأفلام القصيرة بالمغرب عام 1896، وقدم أول عرض سينمائي في القصر الملكي في العام التالي.
كما صور فيليكس ميسغيش (Felix Mesguich) العنف الفرنسي في فرض الحماية علي البلاد. وفي عام 1919 تم تصوير أول الأفلام الروائية بالمغرب تحت الاحتلال، ويزيد عددها على الخمسين.
وتم تأسيس بنية أساسية حقيقية للمساعدة في إنتاج الأفلام:
- أقيم أول معمل للأفلام (سينيفان Cinephane) في الدار البيضاء عام 1939.
- وافتتح أستوديو ومعمل سويسي (Souissi) ـ ملكية خاصة ـ في الرباط عام 1944.
- وفي نفس العام تم تأسيس مبنى إداري للخدمات السينمائية بوزارة الإعلام. كما أُسس المركز السينمائي المغربي لإنتاج أفلام تسجيلية إعلامية (خاصة الأفلام ذات الطبيعة السياحية) وأنتج بداية من عام 1953 الجريدة السينمائية للدولة (newsreels) بالتعاون مع شركة إنتاج فرنسية.
خلال سنوات ما بعد الحرب تم تصوير عدد من الأفلام العالمية الهامة بالمغرب، مثل:
- فيلم "الباب السابع The Seventh Door" لأندريه زفوبودا، وفيلم "زواج الصحراء Desert Wedding" وكلاهما في عام 1948.
- فيلم "عطيل Othello" لأورسون ويلز عام 1949.
- فيلم "علي بابا والأربعين حرامي Ali Baba and the Forty Thieves " لجاك بيكر عام 1954.
- فيلم "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم The Man Who Knew Too Much" لألفريد هتشكوك عام 1955. إلا أن الأفلام التي تم إخراجها من قبل المغاربة أنفسهم تأخرت في الظهور.
وقد ارتفع عدد دور العرض السينمائي التي ظهرت بالمغرب في الفترة السابقة على الاستقلال من حوالي .


0 التعليقات:

إرسال تعليق